على إثر الحادثة الأليمة التي جدّت يوم 14 أفريل 2025، بمعتمدية المزونة، ولاية سيدي بوزيد، إثر سقوط جزء من سور معهد ثانوي أودى بحياة ثلاثة تلاميذ وإصابة اثنين آخرين، شهدت المنطقة مجموعة من التحركات الاحتجاجية جابت أرجاء المدينة، تنديدًا بالأوضاع التي تعيشها المنطقة منذ سنوات.
وقد رافقت هذه التحركات السلمية انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، حيث لجأت السلطات إلى استعمال القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، ووقعت مواجهات عنيفة في الليلة الفاصلة بين 14 و15 أفريل، تم خلالها تطويق المدينة، إطلاق قنابل مسيلة للدموع، وإطفاء المصابيح العمومية، إضافة إلى اقتحام عدد من المنازل وتعنيف المواطنين، في خرق صارخ لحقهم في الأمن والكرامة.
كما تم تسجيل اعتداءات وتضييقات على الصحفيين/ات، سواء في المستشفى المحلي بالجهة، حيث تم منعهم من التصوير والتصريح بدعوى غياب التراخيص، أو في أماكن الاحتجاجات، حيث طالتهم اعتداءات لفظية، وتمّت محاولة منعهم من أداء مهامهم الصحفية.
وتواصلت الاحتجاجات إثر موكب الجنازة، حيث تمت ملاحقة المحتجين بغية إيقافهم، مع اقتحام لمنازل المواطنين وأعمال عنف طالت شباب منطقة المزونة، إلى جانب الاعتداء اللفظي على أحد الصحفيين ومنعه من ممارسة عمله في خرق واضح لحرية التعبير والصحافة.
وعلى إثر ما تم رصده من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، يهم جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات أن تعبّر عن:
التضامن والمساندة المطلقة واللامشروطة مع عائلات الضحايا، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين الفعليين عن هذا الحادث الناجم عن التقصير واللامبالاة في التعامل مع مثل هذه الأمور بما تتطلبه من مسؤولية ومهنية.
إدانة أعمال القمع البوليسي والعنف الذي واجهت به الدولة الاحتجاجات الغاضبة بالمزونة، والتي تُعد انتهاكًا للحق في التظاهر والتجمع السلمي، المحمي بالاتفاقيات الدولية والمنصوص عليه في الفصل 42 من دستور الجمهورية التونسية.
التنديد بخطورة ما تنتهجه الدولة التونسية من تعامل مع الاحتجاجات ومختلف التجمعات السلمية، بمقاربة بوليسية تقوم على الردع باستعمال القوة والترهيب، في غياب أي ضرورة حتمية تبرر قمع السلطات للمواطنين ومنعهم من التجمع والتظاهر.
إدانة الاعتداء اللفظي الذي طال طاقم عمل “بوابة تونس”، وما يمثّله من اعتداء على حرية الصحافة، وانتهاك لحق الصحفيين في ممارسة عملهم/ن بكل حرية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك. مع التذكير بأن حرية الصحافة حق دستوري من الواجب احترامه.