25 يناير 2021
عيش..حرية..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية. كانت هذه الشعارات هي مطالب الشعب المصري الذي ثار في 25 يناير 2011، وأسقط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. شارك في هذه الثورة مواطنين ومواطنات حلموا بدولة مصرية ينعم مواطنوها بحقوقهم الإنسانية وسيادة القانون ونظام ديموقراطي. كل هذه الأحلام المشروعة دفع من أجلها الشعب المصري أرواح فتياته وشبابه. 10 أعوام تفصلنا عن هذا اليوم الذي خرج فيه الشعب المصري احتجاجًا على القمع والتعذيب والديكتاتورية والأوضاع الاقتصادية المتردية. أملًا في غدًا أفضل له ولأبنائه وبناته.
كان من المُفترض أن تمر هذه العشر سنوات ومصر تعيش فترة انتقال ديموقراطي وتُعالج الكوارث والأزمات التي سببتها أنظمة الحكم قبل ثورة 25 يناير 2011، 10 سنوات كان من الممكن فيها أن نرى انتقال سلمي للسلطة، انتخابات ديموقراطية، نظام تعليمي أفضل، منظومة صحية تليق باحتياجات الشعب المصري. حصول الأقليات الدينية والعرقية على حقوقهم، وضع أفضل للمرأة المصرية ومجتمع الميم-عين.
الآن وبعد 10 سنوات تشهد مصر أسوأ أوضاعها مع تزايد في الانتهاكات الفجة لحقوق الإنسان من السُلطة الحاكمة، وقمع غير مسبوق لحريات وحقوق المواطنين والمواطنات. اختفاء قسري وتعذيب مُمنهج وقتل خارج إطار القانون ومُصادرة حرية الرأس والتعبير، والتنكيل بالعاملين بالمنظمات الحقوقية. ومُصادرة العمل الأهلي. وانتهاكات للمرأة ومجتمع الميم-عين. فضلًا على أوضاع اقتصاديه متردية ونظام تعليمي يتذيل نُظم التعليم العالمية من حيث الجودة. منظومة صحية تعجز عن سد احتياجات الشعب المصري. فساد وعدم محاسبة وإفلات من العقاب. كل هذه الانتهاكات أدت لسجل سيئ السمعة في حقوق الإنسان للنظام المصري دوليًا.
في خلال العشرة سنوات الماضية ضحى العديد من شباب وفتيات مصر بأرواحهم وحريتهم وتعرضوا/تعرضن لانتهاكات فجة من أجل دولة مصرية ينعم مواطنوها بحقوق الإنسان والحكم الرشيد. ومازال هؤلاء الشباب والفتيات مستعدون/مستعدات لتقديم المزيد من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.