الملخص: عبد الرزاق لشهب شاب أصيل منطقة عقارب الكائنة بولاية صفاقس في تونس، كان متواجدا مع شباب المنطقة من أجل الاحتجاج ضد قرار إعادة فتح مصب النفايات. تم التصدي لهم من قبل قوات الشرطة باستعمال مفرط للقوة غير مبرر رافقه استعمال كثيف للغاز المسيل للدموع. ما تسبب في عدد من حالات الاختناق من بينهم حالة عبد الرزاق الذي توفي فيما بعد جراء اختناقه وتعكر حالته الصحية بسبب الغاز المسيل للدموع.
معلومات شخصية:
الاسم: عبد الرزاق لشهب
الجنسية: تونسية
الصفة: مشارك في الاحتجاجات بمنطقة عقارب
أحداث الانتهاك:
عبد الرزاق لشهب شاب أصيل منطقة عقارب الكائنة بولاية صفاقس في تونس، توفي أثناء مشاركته في احتجاجات رافضة لقرار إعادة فتح مصب القنة للنفايات باستعمال القوة العامة. حيث إنه تم غلق المصب منذ أكثر من سنتين بموجب حكم قضائي نظرًا لما تسبب فيه من أضرار جسيمة على البيئة وعلى أهالي المنطقة. إثر اندلاع الاحتجاجات ليلة 8 نوفمبر 2021 وخروج سكان معتمدية عقارب إلى الطريق الوطنية عدد 1 للاحتجاج على قرار فتح المصب، تم التصدي لهم من قبل قوات الشرطة باستعمال مفرط للقوة غير مبرر مع عنف شديد تجاه مدنيين عزل رافقه استعمال كثيف للغاز المسيل للدموع الذي رغم كثافته تبين أنه منتهي الصلاحية بالتالي يصبح مضرا أكثر حسب رواية عديد الشهود.
أسفر ذلك عن عديد حالات الاختناق من بينهم حالة عبد الرزاق لشهب الذي تضاربت الروايات حول مسببات وفاته. حيث أكد أهالي المنطقة ومقربون منه كانوا متواجدين في مكان الاحتجاج، أن عبد الرزاق اختنق حد الإغماء، بسبب كثافة الغاز الذي تم استعماله لتفريق المتظاهرين. مما تطلب نقله إلى المستشفى أين توفي هناك. في حين نفت وزارة الداخلية في نفس الليلة في بلاغ صادر لها من خلال صفحتها الرسمية في موقع الفايسبوك علاقتها بحالة الوفاة. وذكرت أنها حالة وفاة طبيعية ناتجة عن أزمة قلبية حسب ما صدر عن تقرير الطب الشرعي الأولي.
أكد لنا شاهد على الواقعة أن عبد الرزاق لشهب كان متواجد في الاحتجاج مع عدد الشباب الذين خرجوا للتصدي لقرار فتح المصب، وأثناء إطلاق الغاز المسيل للدموع أحس عبد الرزاق بضيق في التنفس ما دفعه للابتعاد عن المكان ثم العودة إلى أول الشارع مع بقية أبناء منطقته، ليشعر من جديد بضيق في التنفس ولم يلبث دقائق إلا وقد كان أغمي عليه.
بقي عبد الرزاق في مكان الاحتجاج مغميا عليه ومحاطا بعدد من الحاضرين للاطمئنان على وضعه الصحي الذي لم يكن بالحرج حينها، إلى أن تم العثور على سيارة لنقله إلى المستشفى رافقه حينها ابن عمه وشقيقه. في الطريق تم التعرض للسيارة من قبل أعوان الشرطة للتثبت من الهويات والوثائق لمدة عشر دقائق وأكد لنا الشاهد أنه أعلمهم بالحالة الصحية لعبد الرزاق لكنهم لم يبالوا لذلك، ثم قاموا بإنزال ابن عمه صاحب الثماني عشر سنة واقتياده إلى مركز الأمن.
للتحقيق معه على خلفية مشاركته في الاحتجاج دون حضور محاميه، أو تمكينه من حقوقه التي يضمنها له القانون عدد 5. كما تم إجباره على الإمضاء في محضر دون أي رضاء مستنير ليتبين ان المحضر تضمن على انهم أتو بعبد الرزاق من منزله بعد تعكر حالته الصحية ليصدر فيما بعد بيان وزارة الداخلية بصفة سريعة جدا ويؤكد أن عبد الرزاق لشهب توفي في ظروف طبيعية ليتضارب محتوى البيان مع شهادات الحاضرين والمقربين من عبد الرزاق الذين أكدت رواياتهم عكس ذلك.
انتهاكات حقوق الإنسان: تمثل حالة عبد الرزاق لشهب انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان .حيث ان حرية التظاهر حق كفله الدستور التونسي و بقية المواثيق الدولية كما تنص مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة على أن الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين عليهم أن يستخدموا إلى أبعد حد ممكن وسائل غير عنيفة قبل اللجوء لاستعمال القوة وهو ما لم يتم اعتماده في التعامل مع الاحتجاجات الواقعة بمنطقة عقارب من حيث عدد الامن الموجود وطريقة التعامل مع المحتجين وكثافة الغاز المستعمل الذي تسبب في حالات اختناق كثيرة أسفرت عن وفاة عبد الرزاق.
المصادر: استندت جمعية تقاطع في توثيق هذه الحالة على شهادة نشطاء بالمجتمع المدني بمنطقة عقارب وعلى تصاريح أهالي منطقة عقارب ومقربين من ضحية الانتهاك عبد الرزاق لشهب.